السبت، 29 أكتوبر 2011

المتآمرون علي مصر .... وتحديات المستقبل






01 يوليو, 2011

المتآمرون على مصر .... وتحديات المستقبل

المتآمرون علي مصر .... وتحديات المستقبل
إن الثورات لا تصنع مصر بل مصر هي صانعة الثورات , والتاريخ لم يكتب مصر في صفحاته بل مصر هي من كتب صفحات التاريخ , والجغرافيا لم ترسم خريطة مصر بل مصر هي من رسم خرائط جغرافيا الدول والشعوب , والحضارت لم تقيم أو تشيد مصر وتخلدها بل مصر هي من أقامت وصنعت وشيدت وخلدت حضاراتها , والمجتمع والشعب لم يقيم أو يسمي مصر الدولة بل مصر الدولة هي أول من أقامت مجتمع وسمت شعب , ونهر النيل العظيم الخالد لم يوجد لمصر دولة أو ينشأ لمصر مجتمع وشعب وهو واهب مصر وشعبها سبل الحياة وقد وهبت مصر لنهر نيلها الخالد حياة السريان والإستمرار والوجود , وعلوم الحياة والطبيعة والكون والبقاء والخلود والبعث والفضاء والزراعة والصناعة والفلك والطب والهندسة وغيرها عبر القرون وفي العصر الحاضر لم تعجز مصر وشعبها أو تأخرهما عن ركب المستقبل وعصور التقدم والنهضة فمصر وشعبها هم أو من إبتكر وإخترع هذه العلوم وغيرها وهم أول من تعلمها وعلمها وطبقها وهم أول من أقام عليها حضارات إلي يومنا هذا ظلت شامخات وباقيات وشاهدات علي عصور نهضة مصر القديمة , والعقائد والأديان السماوية وفي مقدمتها الدين الإسلامي الحنيف لم تفرض على مصر وشعبها إعتناقها أو الدخول والإيمان بها بل مصر وشعبها هم أول دولة وشعب مؤمنين ومتدينين في تاريخ البشرية وهم أول من نادوا بدعوة التوحيد وهم أول من سعي للإيمان بأنبياء الله ورسله وهم أول أول سعي للدخول في الإسلام وهم حملة ريات حماية الإسلام على ظهر الأرض , من هنا فإن المتآمرون على مصر هم جاهلون بأفكارهم وثقافاتهم قبل جهلم بحصانة مصر ومكانتها التاريخية والجغرافية والإنسانية في الكون ودنيا الوجود البشري ,  والمتآمرون على مصر هم كما يلي :
أولاً : قوي التآمر الخارجية على مصر , وهم كما يلي :
قوي الإستعمار الغربية الأمريكية القديمة والحديثة التي تسعي لإعادة عهود الإستعمار القديمة لمصر والمنطقة العربية من جديد وذلك بإفتعال الفتن والصراعات الطائفية والمذهبية في مصر والمنطقة , وذلك بتفكيك حصون وسهام ودروع القوة المصرية المدافعة عن الإسلام والعروبة , وهذا أبداً بإذن الله تعالى لن يكون بترابط وتماسك المجتمع المصري وتلاحم الجيش والشعب المصريين .
قوي الاحتلال الصهيوني الإسرائيلي التي تسعي للهيمنة اليهودية على المنطقة العربية والإسلامية وكذا فرض وترسيخ وجودها وكيانها في المنطقة وفرض نفوذها وبسطتها على المقدسات الإسلامية والمسيحية والسعي لقيام هيكلهم المزعوم في موقع المسجد الأقصى المبارك وهذا لايتأتي إلا بإقصاء وإجهاض وتفكيك المجتمع المصري وكذا إضعاف أو تدمير الجيش المصري , وهذا أبداً بإذن الله تعالى لن يكون بترابط وتماسك المجتمع المصري وتلاحم الجيش والشعب المصريين .
قوي عربية أخري تتحالف مع أمريكا والغرب لإجهاض قوة مصر عسكرياً واقتصاديا وسياسياً وإضعاف نفوذها إقليمياً وذلك سعياً ووهماً لأخذ وسرقة مكانة مصر القيادية والريادية في المنطقة , ألا قد سقطوا وبهتوا خزياً وضعفاً وعاراً ووهناً , ألا يعلمواً أن مصر هي الوطن والشعب والجيش والمجتمع والعقيدة الإيمان والقوة وهي التاريخ والجغرافيا والحضارة والنيل والعلم والعلوم والثقافة والفكر والخلود وهم بلا تاريخ وبلا قوة وبلا شعب وبلا وطن دائم أو مستقر .
قوي إقليمية غير عربية ومنها إيران وتركيا وهما تسعيا لفرض نفوذهما وإراداتهما على المنطقة على حساب الدور والوجود المصري , كما يسعيا وغيرهم لنشر وتصدير نموذجهما الشيعي أو العلماني لسائر دول المنطقة على أن تكون أحدهما أو كلاهما هو الزعامة والمرجعية العظمي للنموذج الشيعي أو العلماني في المنطقة وسائر دول المنطقة وفي مقدمتهم مصر هم توابع لتلك الزعامات والمرجعيات الشيعية أو العلمانية الواهية والمتهاوية , ألا يعلموا أن مصر هي أول إمبراطورية في التاريخ تزعمت إمبراطوريات العالم وموقعة قادش خير شاهد أمام التاريخ على انهيار جميع إمبراطوريات العالم ومنها إمبراطورية الأشوريين الأتراك أمام الإمبراطورية الفرعونية المصرية آنذاك .
قوي إفريقية ومنها أثيوبيا وبعض دول حوض النيل وغيرها والذين يتآمرون على أمن مصر المائي والحياتي والوجودي وذلك بتقاسمهم مياه النيل في أعالي منابع النيل وتحكمهم في مستقبل وسياسات مصر المائية والزراعية والحيوانية وغيرها , ألا يعلموا أن مياه النيل لمصر والمصريون هي قضية حياة أو موت فليرجعوا إلي شهادة التاريخ ليخبرهم ما جزاء على من تعدي على نيل مصر فليسألوا الفراعنة والوالي محمد على باشا الكبير وغيرهم .
القوي الصليبية الغربية ومنها الفاتيكان وإيطاليا وفرنسا وألمانيا وأمريكا وغيرها والتي تتزعم حملة صليبية على مصر بهدف إقامة إمارة صليبية في مصر تمهيداً لتمكين الأقلية القبطية في مصر من حكم الدولة المصرية على حساب الأغلبية المسلمة وذلك بدعم عسكري وإقتصادي وسياسي وإعلامي غربي تحت شعار حماية الأقليات القبطية في مصر , ألا يعلم هولاء الغرب الصليبيون الغزاة المستعمرون أن الأقباط هم مصريون وهم أخوة لنا في الوطن واللغة والعرق والدم ولهم ما لنا وعليهم ما علينا ولا يوجد مسلم له تميز في الحقوق والواجبات عن أخ له مسيحي , فليسأل هولاء الغزاة الصليبيون التاريخ وسوف يخبرهم بموقعة حطين ودار ابن لقمان وسجن لويس السادس عشر ألم يسحقوا جميعاً في أرض مصر .
قوي الميلشيات الإسلامية المتطرفة التي تسعي لإقامة إمارة إسلامية مسلحة في مصر منقوصة القواعد والتعاليم الشرعية الإسلامية ومنقوصة الأتباع ومنقوصة المؤيدون ومتصادمة مع المذاهب الإسلامية السنية المتعارف عليها , ألا يعلموا أن مصر دولة إسلامية سنية وسطية تؤمن بالتعددية والتعايش السلمي مع الأخر المختلف ولوكان كافراً .
ثانياً : قوي التآمر الداخلية على مصر , وهي كما يلي :
أتباع وفلول وأحلاف ومنتفعي النظام السابق الذين يتزعمون الثوارت المضادة والثورات الانقلابية والاحتجاجات الفئوية والمظاهرات الطائفية وينشرون الاضطرابات الأمنية بين أطياف وفئات المجتمع ويحرضون على إندلاع حرب أهلية بين المصريون سعياً لإجهاض الثورة المصرية وإنتقاماً من الشعب والجيش المصريين الذين قادوا وساندوا وحموا الثورة المصرية .
جميع ضباط وأفراد جهاز أمن الدولة المنحل والذين يسعون للثأر والإنتقام من شباب الثورة والشعب المصري , كما يسعون لإجهاض الثورة تمهيداً لإعادة عمل جهاز أمن الدولة من جديد .
جميع اعضاء المجالس المحلية والشعبية والتنفيذية المستنفيدة من النظام السابق والذين فقدوا منافعهم وإمتيازاتهم بسقوط النظام السابق , والذين يسعون لإجهاض الثورة وزعزعة الإستقرار الإجتماعي والشعبي تمهيداً لإسقاط حكومة الثورة وإدارة الدولة العسكرية وعودة النظام السابق واركان دولته المنحلة للحكم من جديد .
جميع أجهزة الأمن التي تعيش حالة من السلبية والغنهزامية والترقب والإستسلام والإرتباك والتخبط وعدم الجاهزية والإستعداد النفسي والامنيوالوظيفي لممارسة مهام اعمالهم مماخلق حالة من الفراغات الامنية والواسعة في الشارع المصري وحالة من الإنفلاتات الامنية تمهيداً لعودة فلول واحلاف النظام السابق للسيطرة والهيمنة على الشارع المصري من جديد .
قوي الثورات المضادة التي يتزعمها فلول وأحلاف النظام السابق في صور إحتجاجات مختلفة والتي تسعي لخلق فوضي وإضطرابات وإنفلاتات أمنية في الشارع المصري .
إئتلافات الثورات المضادة والإحتجاجية والإنقلابية والطائفية والتي تسعي لتوحيد جبهتها تمهيداً لإسقاط حكومة الثورة إدارة الحكم العسكري وعودة النظام السابق وأركان دولته لسدة الحكم من جديد .
الإحتجاجات الطائفية للأقباط والتي تطالب في ظاهرها بحقوق مدنية وإجتماعية وحرية ممارساتهم الدينية وفي باطنها تسعي للإنقلاب على نظام الحكم الإسلامي لمصر وذلك بتايد غربي وأمريكي تمهيداً لقيام نظام حكم قبطي لمصر وهذا لن يكون مطلقاً في ظل وجود الأغلبية الكاسحة للمسلمين في مصر , ألا يعلم الأخوة الأقباط أن المسلمون في مصر منقوصون الحقوق المدنية والإجتماعية وحرية ممارسة معتقداتهم الدينية وظلوا حيناً من الزمان مضطهدون وملاحقون أمنياً والأخوان المسلمون والسلفيون والجهاديون وغيرهم خير شاهد على ذلك .
الإحتجاجات المذهبية للتيارات الإسلامية والتي تطالب بدولة إسلامية تقوم على مذهب كل تيار دون تيارات الاخرون , ألا يعلموا جميعاً أن الإسلام هو دين وسطي مدني ديموقراطي معتدل يقبل بالتعددية وقبول الأخر المختلف والتعايش والمواطنة مع الأخرين .
جميع عصابات الإجرام والإرهاب والجريمة المنظمة والذين يشكلون بؤر وعصابات مسلحة إجرامية في شوارع ومدن مصر لنهب وتخريب وتدمير ثروات ومقدرات الشعب والوطن .
حالة الإنكماش والإبتعاد والتجنب والإسترخاء وضبط النفس والسلمية المفرطة التي يمارسها المجلس الأعلي للقوات المسلحة المصرية في إدارة حكمه لمصر مما خلق نوعاً من الخلل الأمني في الشارع المصري وكذا التعدي والتطاول من قبل فلول النظام السابق وعناصر الثورة المضادة وغيرهم على هيبة ومؤسسات الدولة .
حالة التنقاض الخطيرة بين ملاحقة وإتهام النظام السابق ورموز وأركان وأعوان حكمه وبين التهاون في مقاضاتهم ومحاكماتهم مما قد يفقد الشعب المصداقية في إدارة حكم البلاد العسكرية وكذا في حكومة الثورة وفي النائب العام وفي الامن والقضاء المصريين , وهذا قد يخلق ويفجر ثورة شعبية وأخري مضادة دمويتين , لذا يجب ألا يتم إتهام أو ملاحقة كائن من كان أمنياً وقضائياً بإشتباه ولكن بإتهام موثق ومثبوت وبشهود ودلائل من الواقع .
حالة الإبتزاز التي يمارسها الأخوة الأقباط في إحتجاجاتهم المتكررة حيال الدولة والمجلس العسكري في ظل تردي الأوضاع في مصر وذلك لكسب مزيد من المزايا على حساب ثروات ومقدرات الوطن مستغلون حالة عدم الإستقرار التي تعيشها مصر وكذا حالة التربص الغربي للتدخل في شئون مصر الداخلية و الا يعلم الأخوة الأقباط أن هذا ليس من الوطنية في شيئ لكونه يضر بمصر ويعرضها للتدخلات العسكرية الغربية والاجنبية , ألا يعلم الأخوة الأقباط أن المسلمون لم يحصلوا على أي غمتيازات داخل مصر وخارجها .
من هنا فإنني أري أن مصر تعيش وتمر بحالة من العاصفة العاتية والتي يتبعها هدوء وسكينة وإستقرار , فإلي أين تستقر عاصفة الثورة المصرية الخالدة , ندعوا الله مخلصين أن تستقر هذه العاصفة على شوطئ الحرية والديموقراطية والعدالة الإجتماعية والرخاء الإقتصادي والمواطنة والوحدة الوطنية والسلام الإجتماعي في ظل دولة مدنية ديموقراطية إسلامية برلمانية جمهورية دستورية حرة ومستقلة وذات سيادة وطنية كاملة على ترابها وشعبها ومجتمعها , وترعي حقوق وحرية الاقليات في ممارسة شعائرهم الدينية في ظل القانون والدستور وسلام وتسامح الأديان , فاللهم إحفظ وحدتنا وترابطنا , واللهم إحفظ مصرنا الحبيبة الغالية من كل مكروه وسوء .
أستاذ دكتور مهندس / حسن صادق هيكل
Email : hssnsadek@yahoo.com




0 التعليقات:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق