السبت، 29 أكتوبر 2011

الإحتمالات الغائبة عن الثورة المصرية





10 يوليو, 2011

الإحتمالات الغائبة عن الثورة المصرية


الإحتمالات الغائبة عن الثورة المصرية
إن الثورة المصرية قد خرجت من رحم الشعب المصري وإنفجرت براكينها من معاناة ومآسي وآلام جماهير الشعب المصري بعد أن طمس النظام السابق أمجاد الماضي وهمش وأقصي وغيب حاضر الشعب المصري كما حاصر وكبل ووئد النظام السابق كل مظاهر وملامح الأمل في المستقبل للشعب المصري العظيم وذلك في ظل هيمنته الأبدية على السلطة وحكم البلاد المصرية بقبضة الأمن التى أفرغت الحياة المصرية من جميع مظاهر الحرية والديموقراطية والعدالة الإجتماعية , كما فرغت السلطة الأمنية لمصر البلاد من كل آليات وتقنيات ووسائل النمو والنهوض والتقدم للشعب المصري , كما أتخذت قوات الأمن من الشعب المصري عدواً تكتيكياً لها وللنظام الحاكم كما أقامت سدأ وستاراً وحجاباً ومانعاً وعازلاً بين الشعب والنظام الحاكم , وهذا ما فجر آتون الثورة المصرية وأشعل نيرانها , كما تلاقت وتوحدت جميع تيارات وطوائف وجماعات وجماهير وقوي الشعب المصري على كلمة سواء فيما بينهم وهذا ما حشد وأشعل لهيب الثورة المصرية التى طالبت بالحرية والمساواة والديموقراطية والعدالة الإجتماعية والتغيير والإصلاح وإسقاط النظام بمفهومه الشامل وهو الحاكم وأعوانه وإداراته ومؤسساته الحاكمة جميعها , ولقد إستجاب الله جلل جلاله لدعاء المظاليم من الشعب المقهور كما إستجاب القدر لمطالب الشعب والجماهير اليائسة والحاشدة فى ظل تلاحم الجيش مع الشعب وقد تخلي النظام عن الحكم وتقلد المجلس الأعلي للقوات المسلحة المصرية إدارة البلاد المصرية , وحتي ذلك الحين لم يتغير شيئ ولم تتحقق مطالب الثورة والجماهير المصرية , كما أن هناك غيوم وغيوب وطلاسم لايعلمها الشعب المصري ولا يعقلها أو يدركها كثيراً من الناس كما تتعارض كلياً مع مطالب وأهداف الثورة المصرية وفي مقدمة هذه الإحتمالات الغائبة عن الثورة والشعب المصري ما يلي :
هل النظام السابق سقط أم تخلي عن السلطة والحكم ؟ , وهل يزال رئيساً وحاكماً شرعياً  للبلاد المصرية برتبة متخلي عن رئاسة الجمهورية أو حكم مصر ؟
هل المجلس الأعلي للقوات المسلحة المصرية هو الحاكم لمصر أم هو من يدير شئوون البلاد المصرية ؟ , وهل هذا الوضع القائم شرعياً ودستورياً ؟
هل المجلس الأعلي للقوات المسلحة المصرية مكبل اليدين لعدم شرعيته وعدم دستوريته في إدارة البلاد نظراً لسقوط الدستور وعد وجود دستور جديد أو مؤقت ؟ أم أن هناك ضغوط خارجية أو إقليمية تمارس عليه ؟ وهل هناك إتفاقيات إقليمية ودولية مبرمة بين مصر ودول ما تجعله مكبل اليدين ؟
هل المجلس الأعلي للقوات المسلحة المصرية يماطل ويهادن ويمرر الوقت حتى تنتهى فترة رئاسة النظام السابق المتخلي عن الرئاسة الدستورية وهى فترة ستة أشهر حتى لا تصبح قرارات المجلس قبل ذلك هى قرارات غير شرعية أو غير دستورية ؟
هل هناك ضغوط أمريكية أو غربية أو أجنبية أو خارجية تمارس على مصر للتحكم فى خريطة طريق مستقبل مصر القادمة , وماهي ؟
هل الوضع القائم فى مصر هو وضع ثوري يطالب بالتغيير الشامل والكامل للمنظومة الحاكمة وتغيير المنطومة الأمنية وإثراء الحياة الإجتماعية وإنعاش الإقتصاد المصري وقيام دستور جديد للبلاد وكذا تطوير المنظومة التعليمية وغيرها , أم هو وضع إحتجاجي يطالب بالإصلاح الجزئي لقطاعات حكومية بعينها ؟
هل الوضع القائم في مصر هي ثورة شعبية أم هو إنقلاب عسكري بقوة ناعمة على الثورة الشعبية المصرية وأهدافها ومطالبها ؟
هل المجلس الأعلي للقوات المسلحة المصرية يسعي لوضع تكتيكات إستراتيجية قائمة على التهدئة العامة والشاملة للأحداث لمحاصرة ووئد مؤامرات ومخططات تكتيكية داخلية أو خارجية أو أجنبية أو إستعمارية أو غربية أو صهيونية تهدف لإسقاط وتدمير مصر قد يراها المجلس العسكري ولا يراها الشعب والثورة فلماذا عدم المكاشفة مع الشعب والثورة ؟
هل ستنشط خفافيش التدمير والتخريب والتهريب والترهيب في ظل حالة العداء والإحتقان والثأر القائمة بين الشعب والأمن ؟
هل سيصبح المجلس العسكري المصري هدفاً ثورياً مطلوب إسقاطه من قبل الثورة والشعب عاجلاً أم آجلاً فى ظل حالة التجميد لجميع أهداف ومطالب الثورة المصرية وهذا ما لانتمناه أو نرجوه يوماً مطلقاً ؟
هل مصر تعيش حالة ثورية أم حالة إحتجاجية ؟ وما هى مدي شرعية ودستورية المجلس العسكري والحكومة والقضاء والقوانين الحاكمة فى ظل إسقاط الدستور وعدم قيام دستور مؤقت أو جديد يحكم ويدير البلاد ؟
متى تكون الشرطة فى خدمة الشعب , ومتى يكون الشعب متعاون ومطيع لتعليمات وتوجيهات الشرطة ؟
متى يكون الشعب والجيش والأمن هما مثلث وهرم مصر المتكامل والحصين والصامد والرادع لكل متآمر أو مستعمر أو غازأ لمصر وأرضها وشعبها ؟
من هنا فإن هناك كثيراً من الهواجس والغيبيات والخفايا والطلاسم والإحتمالات التى تواجه الثورة والشعب المصري والتى تحتاج للمكاشفة والإستبيان والوضوح أمام الشعب المصري الذي ضحي بشهداءه وأبناءه وفلذة أكباده من أجل تغيير وجه مصر أمام العالم , بعد أن بدأ الشعب والثورة في بناء  قواعد عصر التقدم والتطور والنهضة المصرية , لذا فإن المجلس العسكري المصري الحاكم للبلاد المصرية عليه مسئولية شعبية وجماهيرية وقومية ووطنية وهى تنفيذ جميع مطالب وأهداف الثورة الشعبية المصرية وكذا حماية الأوطان والدفاع والزود عنها من كل متآمر أو معتداً أو مستعمرأ أو غازاً بغيض تسول له نفسه المساس بتراب مصر , فاللهم إحفظ وحدتنا وترابطنا , واللهم إحفظ مصرنا الحبيبة الغالية من كل مكروه وسؤ .
أستاذ دكتور مهندس / حسن صادق هيكل
Email:hssnsadek@yahoo.com

0 التعليقات:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق