السبت، 29 أكتوبر 2011

وسائل الإعلام والثورة المصرية






01 يوليو, 2011

وسائل الإعلام والثورة المصرية

وسائل الإعلام والثورة المصرية
لقد لعبت وسائل الإعلام في عصرنا هذا دوراً هائلاً في تقارب وتعارف الشعوب , كما لعبت دوراً بارزاً في كشف مظاهر الفساد والإضطهاد والتعذيب والقهر والإستعباد التي تعانيها كثيراً من الشعوب والأمم وقد تجلى هذا الدور البارز والفعال في ثورة مصر في 25 يناير من خلال وسائل التواصل الإجتماعي عبر التويتر والفيس بوك واليوتيوب , إلا أن هناك معوقات وسلبيات إعلامية قد أساءت لدور الإعلام ورسالته في نقل الخبر ومناقشته والكشف عن معاناة الأفراد والشعوب والمجتمعات , ومن هذه السلبيات الإعلامية التي تجلت في ثورة مصر الرائدة والعظيمة والخالدة ما يلي :
تبعية الإعلام الحكومي والخاص لأجهزة ومؤسسات الدولة .
عدم إستقلالية الإعلام الحكومي وحتي الخاص الذي يخضع لتعليمات وتوجيهات من قبل الدولة .
هيكلة الدولة لوسائل الإعلام الحكومي والخاص لخلق إعلام مؤيد وآخر معارض للدولة وتكليف الدولة للإعلام الخاص ليقوم بدور تمثيلي للإعلام المعارض للدولة علماً بأن الإعلام المعارض هو من صنيع الدولة وحاصل على ترخيص مزاولة العمل والبث او النشر من قبل الدولة وهو مكلف بمهاجمة سياسات الدولة بموافقة أجهزة أمن الدولة سابقاً .
تسيس الإعلام وتوظيفه لخدمة سياسات الدولة .
عدم إستقلالية جميع وسائل الإعلام .
عدم الدقة والمصداقية في نقل الخبر الإعلامي .
عدم القدرة والمهارة والفنية في بناء وإدارة وتوظيف الحوار الإعلامي بما يحقق إستخلاص النتائج والتوصيات .
عدم وجود خطة إعلامية هادفة وشاملة تنير الاضواء وتكشف النقاب للشعب المصري وللعالم عن مراحل تطور الثورة حتى إسقاط النظام الحاكم .
عدم وجود توثيق أو تسجيل إعلامي مدون عن احداث الثورة المصرية الخالدة .
عدم وجود برامج إعلامية مخصصة تتحدث بلغة الثورة وتحاكى أهدافها .
جميع وسائل الإعلام تقوم بتفجير أحداث المجتمع وإختلاق التشاحنات والتصادمات والصراعات الفئوية والطائفية والمذهبية والعرقية .
جميع وسائل الإعلام تقوم وتعتمد على السبق في النشر للخبر أو الحدث دون الأخذ في الإعتبار لمخاطر وأحداث وصراعات وإنفجارات ماوراء النشر للخبر.
غياب الرسالة الوطنية والقومية والمستقبلية والعلمية والعملية والتطبيقية من جميع برامج وخطط ورساللات الإعلام المصري .
غياب وإنعدام الإعلامي صاحب الرسالة الوطنية والإعلامية .
تصارع وتسارع جميع  القنوات الإعلامية والإعلاميون في إستضافة نجوم الأضواء الإعلامية وليس نجوم المهارات والكفاءات والأيدي العاملة المصرية .
الحلقات الحوارية غير مكتملة وغير هادفة وغير معبرة عن واقع المجتمع .
الحلقات الحوارية للتشاحن والتصادم والإحتقان والإستعلاء في الرأي وليست إنعكاساً أو تشريحاً أو علاجاً لأوضاع المجتمع .
جميع الحوارات الإعلامية تعتمد على وسائل ومواد الجذب والإهتمام الجماهيري الواسع على حساب مدي النفع العام للوطن والشعب ووحدةوترابط المجتمع والأمة المصرية .
جميع وسائل وبرامج الإعلام مفرقة ومشتتة ومقسمة ومصرعة ومحقنة لأطياف وتيارات ومذاهب المجتمع والشعب المصري وشباب الثورة المصرية .
التنافس والمنافسة الإعلامية ليست منافسة مهنية بناءة لخدمة الثورة والوطن ولكنها تنافسات شخصية وذاتية هدامة للمهنة والمجتمع .
الإعلام والإعلاميون في حاجة للإستقلالية والتحرر من خطط وتوجهات وسياسات القنوات والشبكات التلفزيونية والإذاعية والفضائية والمؤسسات الصحافية والثقافية وغيرها .
الإعلامي أسيراً لعقد عمله ولقمة عيشه وليس حراً بلسانه وعقله وقلمه .
جميع الإعلاميون المصريون والعرب يحتاجون لإعادة تأهيل مهني وشخصي وثقافي حتي يكون إعلامياً مهنياً شاملاً ومستقلاً وفاعلاً ومؤثراً في نهضة المجتمع .
ضرورة وحتمية أن يكون الإعلام هو لسان الثورة الناطق والمتحدث بأهدافها ومتطلباتها .
ضرورة أن يكون الإعلام هو مرآة الثورة في الداخل والخارج .
ضرورة أن يكف الإعلام عن وسائل إضعاف وتخريب وتقسيم وتسييس الثورة المصرية الخالدة والعظيمة .
من هنا فإن الإعلام قد يكون نعمة ورأس حربة لإنجاح الثورات وتآلف الشعوب , وقد يكون نقمة ووبالاً فيى إنفجار الأزمات وأشتعال الحروب والصراعات الأهلية بين الشعوب , فاللهم إحفظ وحدتنا وترابطنا , واللهم إحفظ مصرنا الحبيبة من كل مكروه وسؤ .
أستاذ دكتور مهندس / حسن صادق هيكل
Email : hssnsadek@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق