الثلاثاء، 18 أكتوبر 2011

الإقتصاد المصري ... ومواجهة التحديات



الإقتصاد المصري ... ومواجهة التحديات
إن الثورة المصرية الخالدة في 25 يناير هي ثورة الشعب المصري علي الطغيان والإستبداد والظلم والقهر والغش والفساد والإذلال والإستبعاد والإقصاء والتهميش التي مارسها النظام السابق ودولة حكمه على الشعب المورث لتاريخ وأمجاد وحضارة أجداده والمستهدف خارجياً وداخلياً في وطنه وفوق أرضه والمكبد والمكدح في حياته والمفقر والمجوع في معاشه من قبل المؤامرات الإستعمارية الخارجية تارة ومن قبل الحركات الثأرية والإنتقامية والإنتهازية تارة ومن قبل أنظمة الحكم الديكتاتورية السلطاوية تارة أخري , لذا فإن ثورة الشعب المصري هي ثورة الحق على الباطل , وهي ثورة العلم والتقدم على الجهل والتخلف , وهي ثورة الديموقراطية والحرية على الديكتاتورية والإستبداد , وهي ثورة العدالة والتنمية الإجتماعية على الظلم والفساد والركود والكساد , وهي ثورة الرباط والتماسك والتألف الإجتماعي على التفكك والإنهيار والتحزب الإجتماعي , وهي ثورة الوحدة الوطنية المصرية على الإنفصال والفئوية والطائفية العنصرية والدينية , وهي ثورة النهضة والريادة والسيادة على الرجعية والتبعية والإذلال والتعبيد , وهي ثورة النمو والإزدهار والعلو والرفعة على التراجع والخفوت والسقوط والإنحدار , وهي ثورة النهوض والعمل والإنتاج على الكسل والبطالة والإستهلاك , وهي ثورة الرخاء والرفاهية والتنمية على الفقر والكفاف والركود , من هنا فإن نهضة وتنمية وإزدهار الإقتصاد المصري هي الثورة الإقتصادية القادمة للشعب المصري لمواجهة التحديات الخطيرة التي تهدد مسيرة ثورة النهضة والتقدم المصرية التي قامت من أجلها ثورة الشعب المصري في 25 يناير , لذا فإن ملامح تطوير وتحديث وتنمية الإقتصاد المصري يجب أن تتبع الآتي :
أولاً : تنمية وتطوير وتحديث الإقتصاد المصري على مستوي الإنسان المصري , هي كما يلي :
ترشيد الإستهلاك لجميع المرافق الخدمية التي يستهلكها كل مواطن مصري , ومنها (المياه , الكهرباء , الوقود , ... وغيرها) .
تحقيق الإكتفاء الذاتي لكل مواطن مصري من خلال "الخطة الإقتصادية للإكتفاء الذاتي للمواطن المصري" دون الإعتماد على الدعم من موارد الدولة المصرية وذلك من خلال ترشيد الإستهلاك والإنفاق الشخصي وفقاً للموارد الشخصية لكل مواطن مصري .
تحويل كل مواطن مصري من مواطن عاطل ومستهلك إلي مواطن عامل ومنتج .
ترشيد الإنفاق المعيشي للمواطن المصري بما يتلائم مع معدلات الدخول والرواتب وبما يحقق تأمين الضروريات المعيشية لكل مواطن .
ترشيد إدارة الموارد والدخول لكل مواطن وكل أسرة دون الإعتماد على موارد ودخول الدولة .
تطوير وتحسين وتنمية إقتصاد الفرد والأسرة وذلك عن طريق ممارسة الأعمال الحرة والخاصة دون الإعتماد على الأعمال الحكومية .
ترسيخ تعدد وتنوع وزيادة معدلات موارد الدخل للفرد وتقليل وترشيد معدلات الإستهلاك والإنفاق .
تطوير وتشجيع وزيادة الصناعات والمشروعات الإنتاجية والصناعية والزراعية والغذائية الصغيرة لكل مواطن ولكل أسرة .
القضاء على ظاهرة المواطن العاطل أو المتسول أو الأسرة العاطلة أو المتسولة .
القضاء على ظاهرة المواطن المستهلك أو الأسرة المستهلكة .
القضاء على ظاهرة الإبتزاز المالي والإقتصادي للمواطن أو المجتمع من قبل رموز وعصابات الإجرام والجريمة المنظمة .
تشجيع وتنمية وتطوير الإقتصاد الشعبي أو الأهلي أو الإجتماعي أو الأسري .
تشجيع وتنمية وإنتشار وتعميم ظاهرة الأسرة والقرية المنتجة  لا  الأسرة والقرية المستهلكة .
تطوير ثقافة الفرد والأسرة والمجتمع الوظيفية والإستهلاكية والإنفاقية الإقتصادية.
ثانياً : تنمية وتطوير وتحديث الإقتصاد المصري علي مستوي المجتمع المصري , وهي كما يلي :
ترشيد معدلات الإستهلاك والإنفاق في المجتمع المصري .
تنمية ثقافة المجتمع المصري من مجتمع مستهلك ومستورد إلي مجتمع منتج ومصدر في جميع المجالات .
ترسيخ ثقافة التكامل والتكافل الإجتماعي بين المواطنين .
ترسيخ ثقافة الإكتفاء المجتمعي الذاتي من السلع والمواد الغذائية .
ترسيخ ثقافة تنمية الإقتصاد الإجتماعي الموازي لإقتصاد الدولة وذلك لدعم الإقتصاد الوطني لمصر .
ترسيخ ثقافة إقتصاديات الجمعيات والمجتمعات المدنية والأهلية والإجتماعية التنموية والمساهمة في نهضة وتنمية المجتمع إقتصادياً وثقافياً وتعليمياً وصحياً وغيرها .
ترسيخ ثقافة إقتصاديات الصناديق الأهلية والإجتماعية المساهمة في إقامة المشروعات الوطنية والقومية والخدمية للمجتمع والدولة المصرية .
مساهمة رجال الأعمال والقطاع الخاص المصريون في نهضة وتنمية الإقتصاد الوطني المصري , وذلك عن طريق إقامة المشروعات التنموية والإقتصادية والإنتاجية والخدمية وغيرها في مصر .
القضاء على جميع مظاهر وأشكال البطالة في المجتمع , وذلك عن طريق إلحاق وعمل كل مواطن مصري في نشاط أو مهنة أو حرفة حسب مؤهله وخبرته ورغبته .
القضاء على جميع مظاهر وأشكال البطالة الوظيفية في المجتمع والمتواجدة في جميع مواقع العمل , وذلك عن طريق منع التكدس الوظيفي ,ومراعاة التخصصية في ممارسة الوظائف والأعمال , ومراعاة الإنضباط في مواقيت العمل , ومراعاة جودة أداء العمل ... وغيرها .
القضاء على ظاهرة فوضي الإضطرابات المجتمعية.
ترشيد وإستثمار ديناميكية حركة المجتمع في التغيير والإصلاح لتنمية ونهضة وإزدهار ورخاء المجتمع المصري .
محاصرة ووئد جميع مظاهر وأشكال الإنفلات الأمني والثورات المضادة في المجتمع المصري .
تطوير ثقافة المجتمع نحو ممارسة الاعمال الإنتاجية والإستثمارية والتنموية .
تجنب ممارسة الوظائف التي تكرس البطالة المستهلكة للوقت والجهد والمال والمكان وغيرها .
تكريس ثقافة المجتمع والشعب العامل والمنتج الذي يكسب من كد يده ويأكل من عرق جبينه ويبني نفسه بسواعد أبناءه ويدافع عن تراب وطنه بجنده وقوات جيشه .
تجنب ثقافة المجتمع والشعب الذي يعيش متطفلاً على مساعدات وإعانات الأخرون , فمن يعيش على دعم ومساعدة الأخرون يفقد حريته وكرامته وإستقلاله بل يفقد وجوده في الحياة .
ثالثاً : تنمية وتطوير وتحديث الإقتصاد المصري علي مستوي الدولة المصرية , وهي كما يلي :
ضبط الأمن والإستقرار في الشارع المصري .
سرعة التحول من الحالة الإنتقالية التي تعيشها الدولة إلي الحالة المستقرة والمستدامة .
سرعة تشكيل المجالس التشريعية والتنفيذية والشعبية وغيرها .
سرعة إختيار رئيس للجمهورية بإنتخابات حرة ومباشرة تحدد صلاحيات رئيس الجمهورية وفترة رئاسة الجمهورية في مصر .
سرعة تشكيل حكومة دائمة ومستقرة ومستدامة بدلاً من حكومة تسيير الأعمال الإنتقالية.
سرعة وضع دستور جديد للبلاد يحقق طموحات الشعب المصري .
ضرورة وضع قوانين ولوائح تنظيمية حديثة ومتطورة لإدارة الإقتصاد الوطني المصري بما يحقق زيادة معدلات التنمية وتقليص العجز في الموازنة وتحسين الأوضاع الإقتصادية وزيادة معدلات الأجور للمواطنين وتقليل معدلات البطالة ... وغيرها .
إعادة تأهيل جميع المؤسسات والمصانع والشركات وغيرها الحكومية بما يحقق زيادة معدلات الأداء وزيادة الإنتاج والإنتاجية وتحسين جودة الأداء وجودة المنتجات وتحقيق التنافسية الإقليمية والدولية .
إعادة تأهيل جميع العاملين بالدولة مهنياً وتدريبياً ومهارياً وثقافياً وعلمياً وعملياً وتقنياً وبما يحقق زيادة معدلات أداء العاملين وتحسين جودة العمل والعامل .
تقليص الفجوة في الرواتب والأجور بين العاملين في الدولة والقطاعين العام والخاص بما يحقق العدالة الإجتماعية بين المواطنين .
تحقيق الإكتفاء الذاتي من جميع السلع الغذائية للمواطنين .
تقليل معدلات الواردات وزيادة معدلات الصادرات .
إعادة الزراعة المصرية إلي سابق عهدها وعرشها العالمي وإعتبار الزراعة في مصر هي من ثوابت الأمن القومي المصري .
إستعادة القطن المصري سابق عهده وعرشه العالمي من جديد .
إستعادة الجنيه المصري سابق عهده وعرشه من جديد , عن طريق زيادة الإنتاج والتصدير والتعامل بالجنيه المصري .
ترسيخ التكامل الإقتصادي والتجاري والغذائي والمائي بين مصر والسودان الشمالي والجنوبي وبين مصر وجميع دول حوض النيل وبين مصر وجميع الدول الإفريقية .
بناء قاعدة إقتصادية مصرية قائمة علي الأيدي العاملة المصرية والزراعة المصرية والمنتجات المصرية والتجارة والصناعات المصرية والآثار والحضارة المصرية والممر المائي العالمي لقناة السويس المصرية والسياحة المصرية والتاريخ المصري والموقع الديموجرافي والجيوسياسي المصري والثروات التعدينية والنفطية والغازية المصرية ... وغيرها .
بناء قاعدة علمية مصرية للأستثمار في منتج التعليم المصري من الكوادر المؤهلة علمياً وتقنياً ومهنياً .
بناء قاعدة تكنولوجية مصرية للإستثمار في مجال الإبتكارات والأبحاث العلمية وهذه القاعدة قائمة على العلماء والخبراء والمتخصصون والمهنيون والفنيون ... وغيرهم في الداخل والخارج في جميع المجالات .
ترسيخ وتكريس قاعدة الإستثمارات العربية والأجنبية في مصر .
ترسيخ وتكريس قاعدة الإستثمارات الوطنية للمؤسسات والشركات والمصانع ورجال الاعمال المصريون في الداخل والخارج للإستثمار في مصر .
من هنا فإن تنمية وتطوير وتحديث الإقتصاد المصري في الحاضر قبل المستقبل هو التحدي الأعظم أمام الشعب المصري قاهر المستحيل , وذلك لكون مصر تتجه لطريق ومستقبل مجهولين ولا يعلم غيبهم إلا الله تعالي , وفي نفس الوقت يتشاحن المتشاحنون ويتناظر المتناظرون ويتلون المذيعون والأعلاميون عبر الفضائيات ويتظاهر المتظاهرون وتخرج بين الحين والآخر إحتجاجات تقول أنها فئوية تارة وتارة أخري تقول أنها طائفية وتارة ثالثة تكون ثورات مضادة , آلا يعلم الجميع أنهم في خطر داهم ويدق على أبوابهم مصير مخيف ومرعب قد لا يستثني من أهواله ومخاطره أحد , فتعالوا معاً نكون جميعاً كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعض كي نواجه بوحدة وتماس ورباط هذا التحدي المصيري المخيف لمصر ألا وهو تدهور الإقتصاد المصري , فاللهم إحفظ وحدتنا وترابطنا , واللهم إحفظ مصرنا الحبيبة الغالية من كل مكروه وسؤ .
دكتور مهندس / حسن صادق هيكل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق