هل تقوم علاقة صحية بين الدول بمنأى عن ماضيها؟
إن أحداث وصراعات التاريخ الموروثة هي من صنعت جغرافيا الدول وديموغرافيا الشعوب الحاضرة والمعاصرة التي تسعي وتصارع لاستعادة أوطانها أو هويتها أو حضارتها أو إمبراطورتيها الاستعمارية أو خلافتها الإسلامية بمرجعيات تاريخية , وهذا ما يحدث في فلسطين والسودان وروسيا والهند وإيران وتركيا وفرنسا وبريطانيا وغيرهم , علماً بأن الصراع الجيوإستراتيجي بين تركيا وفرنسا هو إرث تاريخي للصراع الإمبراطوري والحضاري والثقافي بين إيديولوجيات البلدين والذي بلغت ذروته برفض فرنسي بدخول تركيا دول الاتحاد الأوربي , كما أن الحوار الجيوبولتيكي القائم بين البلدين لفرض الهيمنة والقوة والوصاية علي دول المنطقة هو نوعاً من إحياء واسترجاع ثقافة الاستعمار الإيديولوجي لدول وشعوب المنطقة العربية والإسلامية من جديد , علماً بأن دوافع فرنسا وراء تجريم إنكار الجرائم التي ارتكبت بحق الأرمن هو محاولة صهيونية فرنسية لمحاصرة المد الديموغرافي الإسلامي في أوربا عبر تركيا .
دكتور مهندس / حسن صادق هيكل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق