الخميس، 12 يناير 2012

عام على سقوط النظام في تونس، كيف تغير المجتمع؟



عام على سقوط النظام في تونس، كيف تغير المجتمع؟

إن نتائج الثورات العربية في كلاً من مصر وتونس قد كرست انتشار ظاهرة الإيديولوجيات ممثلة في التيارات الدينية والليبرالية والسياسية وغيرها  على حساب تحقيق الديموقراطيات الشمولية في المجتمعات العربية الثورية , وتتجلي المظاهر الغائبة للديموقراطية الحقيقية حينما يترشح رجل دين على قائمة ليبرالية أو حزبية أو العكس أو يصوت رجل ليبرالي أو حزبي لقائمة دينية أو العكس وغيرها الكثير من تلك المظاهر وهذا ما يجعل من الديموقراطية في المنطقة العربية امل بعيد المنال , كما افرزت تلك الثورات ظاهرة طلقاء الثورات الذين قطفوا ثمار الثورات التي صنعها غيرهم , كما تم إقصاء شباب الثورات عن المشهد السياسي وعن المشاركة الشبابية في الحكم , كما أسقطت الثورة التونسية نظام الحكم الرئاسي وافرزت نظام حكم برلماني تعددي يفصل بين السلطات الرئاسية والتشريعية والتنفيذية والقضائية , كما تم كريس سياسة الوفاق للتعاون بين جميع التيارات الإيديولوجية والدينية والليبرالية والسياسية لإعادة بناء الدولة المدنية إلا أن معادلة التناقض لازالت قائمة بين الثورة وحكومة الائتلافات البرلمانية المكونة من التيارات الإسلامية والليبرالية المختلفة , علماً بأن مستقبل تونس مرتبط بخريطة طريق الحكومة الائتلافية وبمدي قبليتها وقدرتها على البقاء .

دكتور مهندس / حسن صادق هيكل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق