الثلاثاء، 10 يناير 2012

هل تراجع معدل ساعات قراءتك للكتب؟



هل تراجع معدل ساعات قراءتك للكتب؟
إن من عوامل عزوف المواطن العربي عن القراءة هو الاستعماري الفكري والثقافي والتقني والقيمي القادم من الغرب في مخطط العولمة عبر الفضائيات والإعلام والأنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي المختلفة وغيرها , كما ترجع تلك العوامل لتحول مسار استراتيجيات وسياسات العملية التعليمية في المجتمعات العربية من كونها رسالة ثقافية وفكرية وتعليمية وتنويرية ونهضوية للمجتمعات والأفراد إلي كونها سلعة اقتصادية وتجارية يديرها ويتحكم في برامجها وسياساتها واهدافها رجال أعمال ورأسماليون ومسئولون تكنوقراطيون يقيمون العملية التعليمية وفقاً لمعايير الربح والخسارة وليس وفقاً للقيمة التنويرية والثقافية المكتسبة في المجتمع , كما ترجع تلك العوامل لتكريس معايير التقييم الاجتماعية للفرد علي أسس النواحي الرأسمالية والاقتصادية والمادية وليست المعايير الثقافية والتعليمية للفرد , إضافة إلي تدني الأوضاع المعيشية والاقتصادية وكذا تزايد الفجوة الهائلة بين معدلات الدخول ومعدلات الإنفاق للأفراد والمجتمعات , كما ترجع لهيمنة الطبقة البرجوازية من رجال الأعمال والتجارة والصناعة وغيرها على جميع الامور السياسية والاقتصادية والتعليمية وغيرها وكذا انتشار طبقة البروليتاريا من العمال الأجراء التي تعاني من استغلال الرأسمالية الاجتماعية لهم , لذا يجب العودة لذاكرة الشعوب والأمم من خلال إعادة إحياء ثقافة القراءة والتعليم في الكتاتيب والمكتبات والمراكز الثقافية والصحف والمجلات والمدارس والجامعات وغيرها , وكذا اعتبار القراءة والتعليم من قضايا الأمن القومي للأمم والشعوب العربية .
دكتور مهندس / حسن صادق هيكل
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق