الأربعاء، 15 مايو 2013

غرائز النقص المدمرة

غرائز النقص المدمرة
إن غرائز النقص في النفس البشرية هي تكوين نفسي وفكري وعقلاني وعقائدي وثقافي وجسماني وأخلاقي وتكويني وديني قد يكون مكتسب تارة من أحداث وديناميكية وتراكمات الحياة الإنسانية والبشرية وقد يكون موروث تارة أخري من الجينات الوراثية للإنسان وقد يكون إنعكاساً لإنعدام وغياب القيم الدينية والأخلاقية القويمة والرشيدة والمعتدلة في النفس البشرية , كما أن غرائز النفوس الناقصة والمدمرة هي أن يتمني الإنسان الضرر أو زوال الخير أو النعمة لأخيه الإنسان بلا سبب أو دوافع حياتية أو معيشية وغيرها , فغرائز النقص المدمرة قد تشعل الصراعات البينية بين أفراد الأسرة الواحدة وبين أفراد العائلة الواحدة وبين مكونات المجتمع الواحد , كما قد تنحرف تلك الغرائز السوداء والمدمرة بالزعماء والقادة بإفتعال وإشعال الحروب العسكرية المدمرة والمهلكة للبشرية جمعاء كما حدث في الحرب العالمية الأولي والثاني وغيرها والتى دمرت دول وشعوب ومدن بأكملها ومنها مدينتي هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين أنذاك بالقنابل النووية الأمريكية وكما حدث في حرب الخليج الأولي الثانية وغيرها وبدأ تدمير دول وشعوب المنطقة العربية والإسلامية وترسيخ مظاهر التدخل والإحتلال العسكري الأمريكي والغربي في دول المنطقة العربية , كما أن غرائز النقص المدمرة هي من تخلق من الزعماء والقادة والروؤساء ديكتاتوريون وإستبداديون وفراعنة يتعالون في الأرض بجهالة وغير علم كما قد تتسبب تلك الغرائز الناقصة لدي الزعماء والقادة في إشعال الحروب الأهلية بين مكونات وهياكل المجتمعات والشعوب الواحدة , كما قد تخلق تلك الغرائز الناقصة من المسولين سيوف ظالمة ومضطهدة وقاهرة وفاسدة ومدمرة ومتسلطة ومعطلة لمصالح الأفراد والعباد والمواطنين وكذا تسلط الحكام والقادة على رقاب وأرزاق وأقوات الشعوب والعباد , كما قد تفجر غرائز النقص المدمرة صراعات سياسية وإقتصادية وتجارية وغيرها بين الشعوب والأمم والدول والمجتمعات , وتتجلي مظاهر غرائز النقص والنفوس المرضية الوضيعة والسلبية والإستعلائية والإنتقامية المدمرة بين أساتذة الجامعات الذين يفرزون أمراضهم ونواقصهم وأحقادهم وعجزهم الإبداعي والعلمي والإنتاجي وعلومهم الغير مفيدة والغير نافعة والغير قابلة للتطبيق العملي والتنفيذي في تعطيل وتدمير مصالح ومستقبل الباحثين وطلاب العلم مما آل إلي تراجع وإنحدار العملية البحثية والإبداعية والتعليمية في مصر والدول العربية , ومن تلك الغرائز المرضية أيضاً هو إبتزاز الأساتذة والمعلمين للطلاب والدارسين مادياً وتعليمياً وإفساد وتبديد مستقبلهم التعليمي , كما قد تتجلى مظاهر غرائز النقص المدمرة في تسلط رجال الشرطة والأمن على إذلال وقهر المواطنين وكذا إستبداد رجال القضاء بأراءهم وأحكامهم في ظلم وإفساد قضايا المواطنين دون رقيب أو محاسبة أو مراجعة , ومن غرائز النقص المدمرة والفاسدة أيضاً تجلي أسطورة المؤسسات السيادية والمستقلة والحاكمة بأمرها على مصالح الأمم والشعوب والمجتمعات دون رقيب أو حسيب أو عقاب أو ثواب , ومن تلك الغرائز الناقصة أيضاً هو أن يظن أو يكون كل إنسان في نفسه على صواب دائم أو على قوام دائم أو على صحة دائمة , ومنها أيضاً أن يظن كل إنسان عبثاً وجهلاً أنه يحياً بلا موت أو بلا هرم أو بلا مرض أو بلا مسئولية أو بلا تعثر أو إنكسار أو يظن كل إنسان أنه هو ولا أحد من دونه أو يظن كل إنسان أنه موجود والأخرين خفايا أو منكرين أو مهمشين أو معدمين فحسبنا الله من غرائز النفوس النقاصة والمريضة , كما تتجلي مظاهر الغرئز الناقصة والمدمرة في الممارسات الراديكالية والدينية المتشددة والمتطرفة والمنحرفة فكرياً ومرجعياً وعلميا وعملياً , وكذا جميع التطبيقات والممارسات الإيديولوجية التى تمارسها الجماعات والأحزاب والطوائف المنحرفة سياسياً وإجتماعياً وقيمياً وثقافياً وفكرياً , وكذا جميع المظاهر والممارسات والثقافات والأفكار الدينية والدوغمائية المتطرفة والمتشددة والمتعصبة التى تمارسها الجماعات والحركات والمنظمات الإيديولوجية المختلفة بغير علم أو بغير مرجعيات قويمة ورشيدة , وكذا جميع مظاهر الصراعات والإحتقانات الطائفية والعنصرية والإقصائية والإستقطابية الدينية والإجتماعية والإيديولوجية المختلفة التى تمارسها الجماعات والطوائف والحركات الإجتماعية والدينية والسياسية الساعية للسلطة أو الهادفة للتعبئة والحشد الإيديولوجي أو جميع الحركات الهادفة لتقسيم المجتمعات والشعوب وفقاً لمرجعياتها وإيديولوجياتها التى تتعارض مع هويات المجتمعات والشعوب , كما تتجلي مظاهر غرائز النقص المدمرة في تعاملات الجاليات المصرية العاملة بالخارج والتى تصفي وتسقط بعضها بعض في ظاهرة التصارع السلبي على الأرزاق وكذا في تعامل وتشاحن وتصارع العاملين في الوظائف والمؤسسات الحكومية والخاصة المختلفة ومنها أيضاً تربص كل موظف أو عامل برفيق وزميل دربه وعمله دون سبب ومنها أيضاً التصارع والتشاحن السلبي والملتهب والمدمر بين الباحثين وطلاب العلم والعلماء , ومن غرائز النقص السلبية والمدمرة أيضاً هو الصراع والتشاحن المرير على السلطة والزعامة بين روؤساء وملوك وأمراء الدول العربية والذي آل ببعضهم أن يقتل أو يسجن أو ينفي أخاه أو أباه ووالده الذي أنجبه كما آل بهم جميعاً ليكونوا عملاء وحلفاء وتابعين لأمريكا والغرب كما خلقوا بغرائزهم المرضية من دولهم وشعوبهم ساحات وحظائر خلفية لصراعات الهيمنة والقطبية العالمية على الأراضى العربية وهذا ما آل بهم جميعاً لجعل الشعوب والدول العربية من الشعوب والدول المتخلفة والنامية والثالثة في التصنيف الطبقي العالمي لدول وشعوب الأرض , كما خلقوا وصنعوا بجهلهم وغرائزهم المرضية من الشعوب والدول العربية شعوب تابعة ومستهلكة وغير منتجة وغير مصنعة , كما خلقت تلك الغرائز الناقصة والمدمرة في نفوس القادة والزعماء العرب عدواً للشعوب والدول العربية من أنفسهم قبل عدوهم الأجنبي والخارجي , فهل آن الأوان وحان الزمان أن نتعافي من أمراض غرائز النفوس الناقصة والمدمرة التى هي أفة النفوس وأمراض الأمم والشعوب وكمائن الشياطين التى جاء الإسلام وأنزل القرآن الكريم وجاءت جميع الكتب والرسالات السماوية لتقومها وتعالجها , فلا تعلموا أبناء السفلة العلم ولا تولوهم المناصب , فاللهم أتي نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها .
دكتور مهندس / حسن صادق هيكل
قمرونة – منيا القمح - الشرقية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق